.. ولم أعتد حتى الآن ألم غيابِك .
وهاهو يمنحني الآن مسافاتٍ أكبر من الابتعاد دون حساب ، ينوي قتلي لا محالة ..
لمن تتركينني .. ؟
.. ومالي غيرَ دمعةٍ تكوي ، وقلبٍ يذوي ، وروحٍ في شتات .
ولمَ الوجع يستحلني ، وكل المسافات متساوية إن كانت باتجاه البعد ؟
يا فضاءً لا ينتهي ، أضاق بك الحالُ لتسلبني همسةً من صوتها ، تطمئنني ؟ مالك ومالي ؟ مالك وزهرة قلبي الصغيرة ؟ يكفيني منك لؤماً أن تراها في أي لُجّةٍ مغيّبة ، وتمعن في تضليل روحي الهائمة ..
.. تعبت .
.. ولستُ بصاحبِ تدبيرٍ ، وما كنتُ من الصابرين .
نائمةٌ أنتِ لا بد ، أؤمن بهذا ..
نائمةٌ أنتِ ، وكلها سويعاتٌ راحلة لأعود لحضنِ صوتك .. أؤمن بهذا ..
كلها لحظاتٌ من عذابٍ وغداً ، أنعم في جنانك .. أؤمن بهذا ..
أؤمن بكِ ، بحبكِ ، بعهدكِ الأزلي .. وما أسهل الكفر بالأيامِ عليّ !
ككفري بصبري ، وسهري .. ورأفة الزمن بقلبي ..
.. تعبت .
.. وتغيبين ، وأكون نسيَاً منسيّا .
أنا المولود بين يديك ، الكائن لأجلكِ ، الميتُ دونك ..
أحلمُ بكِ لأحيى ، ويقتلني بعدي عنك ..
مالي من بعدكِ غدٌ ، أو ذكريات .
سأنتظر ، وسأبقى حتى خبرٌ يقين ..
أنتِ آخرُ احتياجي ، أنتِ جُل ما أريد .
.. تعبت .
.. وتغفو أعينُ السهارى ، وعيني لا تنام .
كم من عاشقٍ كتب هذا السطر قبلي ؟
كم من عاشق تلوّع بالوحدة عندما غفت عينا معشوقته قبلي ؟
كم من عاشقٍ ذابت روحه لفراقٍ ، قبلي ؟
بعددهم ، بعدد حروفهم ودموعهم وآهاتهم ..
بعدد النجوم التي سامرتهم ، وأرواح العرابات التي تحنو على جبهاتهم ، والطيور التي رددت تراتيلهم من بعدهم ..
بعدد صلواتهم ودياناتهم ومحاريبهم ، بعدد لياليهم الموحشة وأيامهم ..
وأكثر من ذلك ، أفتقدك يا سيدتي ..
أفتقدك ، وأحتاج إليكِ ، وأخافُ عليك .
.. وقد تعبت .