وفي دلالكِ موتٌ وحياة

.. وتَغنِجِينَ وللفؤادِ تملكينْ ، وبينَ يَمينِ صوتِكِ وشِمَالِهِ تُقلّبينْ .

لا حيلَةَ للقيثارةِ الطَرِبَة إلا الغناءَ إن غازَلَتها أصابعُ عازفِهَا ، وكذا طيرُ الصّبَاحِ إن أشرقتْ شمسُه ، أو جدولُ الماءِ إن اخضرّ شطُّه ..
وكذلك يُمسي قلبي أسيراً – أو يصبحُ – بين دَلَالِ صوتِكِ وأنَفَتِه ، فلا يملكُ من قيدِهِ فِكاكاً ، ولا يُريد .. !

وكأنّي بِكِ أميرةٌ تأتي من كتبِ الأساطيرِ والحكايات ، على مملكةٍ ليسَ فيها من الذكورِ سوى العبيد .. يهرَعونَ بين يديكِ ويسمعون لقولِكِ ويرتجفون لغَضَبِكِ ، وغايَتُهم رضاك .. وأراكِ وقَدْ تجبّرَ دلالُكِ وأنوثَتُكِ الطاغيةُ فيهِم فخضعوا لها صاغِرِين ، ورُغمَ ذِلّتِهِم بين يديها كانت لهُم بهجَةً وسلوَى ، فكانوا في العذابِ راغِبين .. !

يا أميرتي ..
هذهِ الكَبِد تَعِبَةٌ تَعِبَة ، ودِلُّكِ الساحرُ والمُحرِق – في آنٍ – لا يرحم .. فما تلبثُ الروحُ أن تتنهدّ ، وتستفيقَ من غفوتِها وسَطوَةِ الحُلُمِ الخَدِر في لذةِ صَوتِك ، حتى يُعاجِلُها غَنَجُكِ بكأسٍ تثيرُ الدّوارَ فتغيب ..
وبينَ كل مِيتة وأخرى ، حياةٌ قصيرةٌ كلحظة ، دائمةٌ كجنّة ، فاجِئةٌ كشهقة !

يا أميرتي ،
فقط ارفقي بقلبي .. !

Leave a Reply