وتغضبين – 2

.. وتغضبين ، فأعرف للمرة الأولى معنى الحزن ، معنى الأسى . لا زلتُ أذكر الأسماك التي أطعمناها سويّة وكأننا كنا هناك البارحة ، فهل تذكرين ؟ لا زلتُ أذكر الأميال التي قطعتها شارداً وكأنني فعلتها البارحة ، فهل تذكرين ؟ لا زلتُ أذكر الغربان السوداء التي سخرنا منها وكأننا رأيناها البارحة ، فهل تذكرين ؟ لا زال معطفي يتدثر بدفء جسدك ، ولا زال دفتري يحيى بدم قلمك ، ولا زال هاتفي يغفو ويصحو على صوتِك ، .. فهل تذكرين ؟ لا زلتُ أذكر…

أعطني يدكِ

.. وأركض وراء حلمي ، وأسقط . أعطني يدكِ ، لأنهض في وجه العاصفة .. زفيرهم بالرفض أرقدني ، وطريقهم تحملني نحو الغياب .. نحو غيابك .. أعطني يدكِ ، لأنهض في وجه العاصفة .. فأرضهم عطشى للضحايا ، ولا تشبع .. ورمالها تسكبُ الضياع فوق آثار أقدامك .. أعطني يدكِ ، لأنهض في وجه العاصفة .. فالأشجار هنا لا تقوى على الوقوف ، ويدي ممدودة كالغصن المكسور .. وراءك .. أعطني يدكِ ، لأنهض في وجه العاصفة .. دعي مراكب العزاء تنتظر ، فالوقت…