فاصلة – 17

في رحلته التي لا تنتهي، يقف الغريبُ كل حينٍ ليُخرج من متاعه بضعة أوطان يخيطها معًا، علّها تتسع لروحه

فاصلة – 7

كيف يخبر الحجرُ الأصم الفراشةَ التي استراحت عليه للحظات، أن ملمس أقدامها يلخصُ الرقّة في كل حياته؟

فاصلة – 6

عندما تتحرر ورقة الشجر، تموت. ولا تشفع لها حرية العصفور الذي غادرها قبل لحظة، ولا الرياح التي حملتها وراءه.

كيف نحب اللغة العربية؟

عندما نحب شخصاً أو شيئاً ما فإن مشاعرنا هذه تكون تطوراً طبيعياً لإحساسنا المبدئي اتجاه المحبوب، إحساس بالارتياح، بالقبول، بالاستمتاع في قضاء الوقت معه، ومن الصعب أن نجبر أنفسنا على الحب إذا لم نعِش هذه المرحلة مسبقاً. إذن، سبيلنا الأسهل للتعلق بهذه اللغة وحبّها هو الاستمتاع بها، بقضاء الوقت بين كلماتها ومرادفاتها. كيف نفعل ذلك؟   1. التربية منذ الصغر على تقدير الكتاب والمحتوى في صغري، عندما كان أحدنا يضطر لتناول وجبةٍ ما وحيداً كان الخيار الأول للتسلية هو الكتاب (وليس التلفزيون أو الكمبيوتر). وعندما أقول…

الأول من أبريل، كذبةٌ بصدق العمر كله

هذه أول مقالة أكتبها في النسخة الأحدث من مدوّنتي، النسخة صاحبة الرقم الذي لم أعد أذكره. أكثر الأسباب قتلاً للمدونات هو عدم الاستمرارية، وهو الفارق الرئيسي بين المدوّنين الناجحين والأغلبية التي لا تصل إليهم. قررت العودة للكتابة لأنني في الأول من أبريل الحالي أحسست بجزء من روحي يعود إلى الحياة بعد سباتٍ استمر سنواتٍ طويلة. في هذا اليوم انضممت إلى فريق عمل شركة “ريز” (Rayz Co.) كمدير لتحرير النصوص (Copywriting Director)، وهي شركة سعودية ناشئة تقدم خدمة التسويق وإدارة الحسابات على الشبكات الاجتماعية بشكلٍ مختلف…

أنتِ الدهشة

بحثت لأيامٍ طوال ، إن لم تكن سنين ، عن دهشةٍ تملؤني .. عن دهشةٍ جديدة ، عن مفاجأةٍ تغتال معرفتي بكل شيء .. عن أسطورةٍ لم أسمع بها قبلاً ، أسطورة لم يعرفها أسلافي .. أسطورة لي وحدي بكل أسرارها السحريّة وغموضها القديم بتاريخه ، الحديث بصموده أمام حيل العرّافين .. اعتقدتُ بقدرتي على تحويل كل البحار إلى شواطئ آمنة ليس فيها من مجهولٍ يخافه الناس ويعشقه المغامرون من البحارة .. وآمنت بتجربتي التي عرفت الأولَ من كل شيء ، حتى صارت الدنيا بأكملها…

أسطورة

.. وترحلينَ كعنقاء ، وتتركين رماداً من حبّ وراءكِ .. شوقي أحرقَ الدنيا من حولي كي تعودي ، حتى أرى جناحكِ يولد من رمادها عائداً إليّ .. ثم أحرق أنفاسي ، وأحرقَ قلبي .. ولا يزالُ حطامي ساكناً بانتظارِ قيامتك .. كل الطقوسِ أقيمت في جنازتي .. وبذلوا كل الجهد في ترميم بقيّتي حتى أصبح لائقاً بك ، وانطلقوا في إثرك .. حملوني على عويل النساء ، يندُبنَ من سبقني إلى نارك .. حملوني على دمعِ الثكالى ، يبكينَ من انتهى قبلي إلى حبك ..…

كراهية

.. ولازال ظلكّ يعصف بأبوابي ، منذ عبوركِ الأول .. منذ إطلالتكِ الأولى ، وإيماءتكِ الأولى ، وحرفكِ الأول .. منذُ الخطوةِ الأولى ، والابتسامةِ الأولى ، والخجل الأول .. منذ لحظة ولادتي بين يديك ، وحتى النفسِ الذي يحييني في هذه اللحظة : أنا ملككِ . أبقى أسيراً بكل إرادتي ، وبكامل قوايَ العقلية .. في قلبك أبقى كوكباً لا يهتمّ بمدارِه ، طالما كنت شمسه التي لا تغيب أبقى طفلاً يحنّ إلى أحضانكِ كل يوم ، مهما كبر .. دروبي كلها مقيّدة تائهة…

حرمان

.. وأبقى سجينَ صمتِك ، وحسرتي . يؤلمني أن أبقى بعيداً عنكِ بإرادة العِقابِ الذي أنزلتُهُ أنا على نفسي ، بذنوبي – أو بالأحرى – بذنبي ، ذلك اللعين الذي لم يرتقِ حتى ليكون ذنباً جديراً بخسارتك .. ويؤلمني أن أعلمَ أنكِ رغم شوقك ، تملكين القدرة على حرماني ، منك .. ويؤلمني ، أن تكوني وحيدةً في هذه العاصفة .. محرومٌ أنا منكِ ، من صوتكِ .. من جرعةِ دواءٍ اعتدتُ أخذها لعلّتي الدائمة: فقدك .. محرومٌ أنا منكِ ، كطفلٍ أُغلِقَ البابُ بينه…