عندما كنتُ صغيرة
تحكي لي جدتي في كل ليلة
حكاية الوحش الأسطوري،
والفارس المغوار،
والأميرة.
في كل ليلة أُغلقُ عيني
لأحلم بالفارس وسيفه
الذي سيخلصني من براثن الوحش.
كبرت، وأنا أتعلم كل يوم
كيف أكون لائقةً بفارسي الحلم.
لا ترفعي صوتكِ يا أميرة،
لا تُظهري مفاتنك يا أميرة،
لا تحاولي الفهم يا أميرة.
عندما يضربك والدك، استغفريه.
عندما يشتمك شقيقك، سامحيه.
وعندما تعلو أصوات الصبية المشاكسين
في الشوارع تغزّلًا بجسدك،
أظهري الامتعاض وأبطني الفرحة،
فالفرسان كثر،
وليس للوحش سبيلٌ إليكِ الآن.
أنتِ في أمان.
ولكن نظراتهم أصبحت أكثر جرأة؟
أنتِ في أمان.
ولكن كلماتهم صارت أكثر وقاحة؟
أنتِ في أمان.
ولكن أياديهم تمتد إليّ،
تتحسسني،
تستبيحني…
يا فاجرة!
كيف تفرطين بنفسك؟
أي الفرسان سيخاطر بحياته لأجلك؟
اذهبي إلى سجنك،
لم تعودي جديرة بأن تكوني أميرة.
أضعُ الزهورَ وبعضًا من الدموع
على قبر جدتي،
وقبل الرحيل
ألتفتُ متسائلة:
لِمَ لَم تخبريني في نهاية الحكاية
أن الوحش هو الفارس المغوار؟