على الضريح نقف
سويّة، مبعثرين.
نحن،
أمنيةٌ بلا قدمين.
صبرٌ يقرضُه اليأس،
وبقايا إيمانٍ
يَنْسلّ كالرمل بين الأصابع.
على الضريح نقف
وبين الواحد والآخر منّا شبح
يحمل في عينيه الوحدة،
وفي ظهره ألف سكين.
والأرض المضطربة تحتنا
يتوهجُ غضبها نارًا
تضيء كل الأرواح الهائمة
كالتنانين الورقية.
على الضريح نقف
نسألكم أيها الجبناء
متى ستكفّ أياديكم.
كم موؤدةً بعدُ ستُدفن،
وكم قبرًا بعدُ سيُحفر
ويُملأ، ثمّ يُردم.
عبثًا تحاولون سَكبَ الضّياع
على آثار الجريمة،
أو إطفاء القناديل
في أعين الحقيقة.
أيها الجبناء
هذه الأرض شاهدةٌ عليكم،
على الظلام في الأقبية
على الغدر في الخناجر
والموت في السّياط،
على الضريح نقف
نصافح الكفّ الممتدة
من أحضان التراب،
نقبّلها، نشدّ عليها،
حتى تستحيل جذرًا راسخًا في هذه الأرض،
ونحن –المبعثرون فوقها– أغصانًا تتسلق السحاب.
ما عاد في الأرض متّسعٌ للقبور والأضرحة،
والزنبقة الشهيدة تنامُ الليلة
قمرًا في أحضان السماء.