لا، لستُ بخير

لا، لستُ بخير.

يُرعبني هذا الوقت الذي لا يعود،

أن أرى قوافل الثواني

تسيرُ بلا توقف،

في شارعٍ ذي اتجاهٍ واحد.

يرعبني هذا الحزن الذي يصهر قلبي

وعجزي عن البكاء.

يرعبني هذا السكون

إذ يفتح الباب على مصراعيه

لجميع التساؤلات والأفكار الحبيسة،

وأرى المستقبلَ خلفهم واقفًا

وفي عينيه الخاويتين سؤال واحد:

ماذا بعد؟

يرعبني هذا البرد الذي يلُفّني.

ما عاد شيءٌ يُدْفئُني.

تنهمرُ أشعّة الشمس كالرماح،

فقط لتنطوي على جسدي

كسنابل القمح المُثْقلَة.

يرعبني هذا الصراع بين الجسد والروح،

بين الرغبة في البقاء،

والتَّوْق إلى الفناء.

ترعبني حلاوةُ الخلاص بين يدي الموت،

وخلوّ الحياة من سبب واحد جيد للتشبّث.

يرعبني السواد الذي تظهر أطرافه

تحت الأرْديَة الملوّنة على كل من حولي.

ولأنّ لكلٍ نصيبٌ يكفيه من الوحوش،

سيبقى دائمًا جوابيبخير،

وأنا لستُ كذلك.

Leave a Reply